لا يمكنك فهم البحر اذا وقفت على الشاطئ

نريد تحرير القدس، نريد إيقاف الحروب، نريد أن نكون القوة المهيمنة التي تقود العالم بدلًا من أن تُقاد. نريد العدل بين طبقات المجتمع، بين الفقراء والأغنياء، إن كان هناك فقراء أصلاً. هذه الرغبات ليست مجرد أحلام، بل هي دوافع تُحرك الشعوب وتُشكل التاريخ. ولكن، ما الذي يجعل هذه الرغبات تتحول إلى واقع؟ وما الذي يجعل بعض الجماعات تُوصف بأنها "غير قانونية" أو حتى "شريرة"؟

في عالمنا المعقد، تُعتبر مفاهيم مثل "الشر" و"الخير" نسبية إلى حد كبير. فما يراه البعض شرًا، قد يراه آخرون مقاومةً من أجل الحرية أو العدل. كل واحد منا قد يكون "الشرير" في قصة شخص آخر. ولكن، ما الذي يجعل مجموعة ما تتحلى بالشجاعة لمواجهة العالم بأسره؟ هل هي الدوافع التي تدفعهم؟ أم هي الإرادة التي تُعطي معنى لأفعالهم؟

الدوافع، في كثير من الأحيان، تكون أكبر وأعمق مما نتصور. قد تكون دوافع سياسية، اقتصادية، اجتماعية، أو حتى روحية. ولكن، الأهم من ذلك هو الإرادة. الإرادة التي تُجسد القوة الداخلية لتحقيق التغيير، سواء كان ذلك التغيير نحو الأفضل أو الأسوأ. الإرادة هي التي تُحدد ما إذا كانت الغايات النبيلة ستتحقق بطرق سلمية أم عنيفة.

هنا، نصل إلى سؤال آخر: ما مفهوم الشر بالنسبة لك؟ هل هو مجرد انتهاك للقوانين؟ أم هو انتهاك للإنسانية؟ الشر قد يكون فعلًا، ولكنه قد يكون أيضًا تقاعسًا عن فعل الخير. قد يكون الشر هو الصمت أمام الظلم، أو هو التفرقة بين البشر على أساس الطبقة أو العرق أو الدين.

في النهاية، النظر إلى القضايا من منظور واحد هو أمر خطير. فالحقيقة نادرًا ما تكون بسيطة أو أحادية الجانب. كل قضية، كل صراع، وكل حركة تحرر أو مقاومة تحمل في طياتها جوانب متعددة تحتاج إلى تحليل وفهم عميق. قد نختلف في الرأي، ولكن يجب أن نتفق على أن الحوار والتفكير النقدي هما الطريق لفهم العالم من حولنا.

لذا، دعونا نفكر معًا: ما الذي يجعلنا نختار طريقًا دون آخر؟ وما الذي يجعلنا نرى العالم من زاوية واحدة دون غيرها؟ ربما الإجابة تكمن في أننا بحاجة إلى أن ننظر إلى العالم بعيون الآخرين، حتى نستطيع أن نفهم، ونغير، ونبني مستقبلًا أفضل للجميع