"لو كنت مجرد بيدق.. فمين الملك؟

قررت افتح صفحات من مذكراتي وذا رائي الشخصي في رقعة الشطرنج، يُعتبر البيدق أضعف القطع، لكنه الأكثر عددًا، وهو من يتحمل العبء الأول في حماية الملك، رغم أن مصيره غالبًا التضحية. في الواقع، يمكن تشبيهه بالطبقات الكادحة عبر التاريخ، التي تحملت الأعباء دون أن يكون لها دور في اتخاذ القرار.

اليوم، تبدو الساحة السياسية أشبه برقعة شطرنج واسعة، حيث تُستخدم الجنود والموارد لحماية الأنظمة أكثر من حماية الشعوب. تُوجَّه إمكانيات الدول نحو تأمين السلطة، بينما تظل قضايا الشعوب الأساسية، مثل الفقر والعدالة، في مرتبة متأخرة.

أما الحدود السياسية، فقد رُسمت دون اعتبار للامتداد الاجتماعي والثقافي، مما أدى إلى تقسيم جماعات عاشت قرونًا ككيانات موحدة. ومع ذلك، أصبحت هذه الحدود واقعًا تُدافع عنه الدول، وأحيانًا على حساب الروابط التاريخية والإنسانية. وهنا يبرز السؤال: هل الدفاع عن هذه الحدود دائمًا يصب في مصلحة الشعوب، أم يخدم استقرار الأنظمة؟

العسكرية، كمنظومة، تقوم على الانضباط والقوة، لكنها في بعض الأحيان تتحول إلى أداة تُستخدم وفق مصالح سياسية. الفرق بين استخدام الجيوش لحماية الأوطان أو لحماية الأنظمة يكمن في طبيعة التوجهات السياسية ومدى ارتباطها بمصلحة الشعب.

في النهاية، الشرعية الحقيقية لأي نظام تأتي من رضا شعبه عنه، وليس فقط من بقائه في السلطة. وعندما يكون التذمر الشعبي ظاهرة عالمية، يصبح من الضروري إعادة النظر في العلاقة بين الأنظمة والشعوب، حتى لا تتحول الدول إلى ساحات تحكمها المصالح الضيقة بدلًا من تطلعات مواطنيها حتي الشرعية في الاسلام تقوم علي المبايعة